صحيفة أمريكية تتسأل: هل تساعد عُمان السعودية لحفظ ماء وجهها في اليمن والخروج من المستنقع “المهين”؟
28 ديسمبر، 2015
1٬815 7 دقائق
يمنات – صنعاء
قالت صحيفة “المونيتور” الأمريكية، إنه بعد تسعة أشهر على إطلاق عملية “عاصفة الحزم” في اليمن، وجد السعوديون أنفسهم غارقين في مستنقع مهين، في حين ثبت أن المنتصر الوحيد من تلك الحرب الأهلية هم المتطرفون من التنظيمات الإرهابية مثل “داعش”.
و أشارت، أن المملكة تلقت انتقادات لاذعة من الجماعات المحلية والدولية لحقوق الإنسان، التي تتهم السعودية بتنفيذ جرائم حرب ضد المدنيين اليمنيين.
و نوهت إلى أنه إلى جانب التكاليف الأخلاقية، فاقمت الحملة العسكرية أيضاً من الأزمة المالية للرياض.
و في ضوء فشل محادثات السلام، في وقت سابق من هذا الشهر في سويسرا واستئناف القتال في شمال اليمن، يواجه السعوديون معضلة استراتيجية كبرى. حسب الصحيفة.
و لفتت إلى أنه إذا انهارت الجولة القادمة من المحادثات المقررة مطلع 2016، حينها سيتوجب على المملكة أن تستمر بتحويل مواردها الضخمة إلى هذا المأزق الدموي، أو التراجع دون تحقيق أي من أهدافها.
و كشفت الصحيفة الامريكية، أن المملكة اتجهت الى جارتها عُمان للتوصل إلى حل سياسي للأزمة المتفاقمة، بعد محاولات يائسة لخروج مشرّف من اليمن.
و اعتبرت أنه في نهاية المطاف، قد تكون هذه الخطة هي الوسيلة الأكثر واقعية لحفظ ماء وجه الرياض للخروج من المستنقع المهين في اليمن.
و أشارت أنه في مسقط، التقى وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الشهر الماضي، بنظيره العماني يوسف بن علوي، لمناقشة المزيد من التعاون بين مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق باليمن.
و دعا علوي الى “الدبلوماسية الهادئة”، وقال: سلطنة عُمان تسعى الى “الحلول السياسية طويلة الأمد” و “التقارب بين جميع الأطراف”.
و على الرغم من انهيار الحكومة اليمنية في يناير الماضي، أثارت ردودا مختلفة جوهريا بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، حيث قال علوي، ان الرياض و مسقط وافقتا النظر إلى الأمام وكسر الماضي.
و كانت عمان، الوحيدة التي لم تنضم الى “عاصفة الحزم”. و حافظت في حيادها طوال فترة الصراع، و تدخلت في محادثات سلام بين الأطراف المتصارعة.
و ترى الصحيفة الأمريكية، أن القيادة العُمانية تشعر، أيضاً، في عدم الاستقرار بسبب التهديد الذي يشكله النزاع الذي طال أمده لأمن محافظة ظفار العمانية (تقع على طول الحدود بـ187 ميلاً مع اليمن) ما قد يؤدي إلى تسلل الجماعات المتطرفة الى السلطنة.
و على الرغم من أن السياسة الخارجية المستقلة لسلطنة عمان، و التي عملت خارج إطار دول مجلس التعاون الخليجي، كانت مصدر إزعاج بالنسبة للسعوديين في مناسبات سابقة، إلا أنه حان الأوان لمسؤولي الرياض أن يكونوا ممتنين للحكمة العمانية في إنقاذ ماء وجه الرياض ومساعدتها بخروج مشرف من المستنقع المهين بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها في اليمن، على الرغم من استيرادها الأسلحة الضخمة من العالم.